![]() |
مصدر الصورة pixabay |
السعودية تشتغل حالياً على نفط جديد للعالم، لكنه نظيف، والمقصود هنا هو الهيدروجين الأخضر. هذا الوقود يتوقع له يكون مصدر الطاقة الأهم في المستقبل، والمملكة بدت فعلياً في إنتاجه من خلال منشأة عملاقة في شمال غرب البلاد بتكلفة توصل لـ 5 مليارات دولار. السعودية تتوقع إن سوق الهيدروجين يوصل حجمه لـ 700 مليار دولار سنوياً، وتخطط تكون هي اللاعب الأكبر في هالمجال.
وفي جانب ثاني، السعودية ما تكتفي بالنفط والطاقة، بل تستثمر بشكل ذكي في الشركات الناشئة. مثل ما صار في عام 1998، يوم رفضت ياهو تشتري جوجل وهي شركة صغيرة وقتها بمليون دولار فقط، واليوم جوجل صارت من أقوى وأغنى شركات العالم بقيمة تتعدى 1.8 تريليون دولار، بينما ياهو اختفت.
السعودية اليوم تتفادى نفس الخطأ وتستثمر عن طريق صندوق الاستثمارات العامة في شركات ناشئة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، السيارات والطائرات الكهربائية. ومو بس كذا، تشترط عليهم يفتحون مصانع داخل المملكة، مثل ما صار مع شركة لوسيد اللي راح تفتتح مصنعها في السعودية عام 2024.
وبالإضافة لهذا، الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي تدعم رواد الأعمال المحليين مادياً وإرشادياً، بهدف إنشاء 300 شركة سعودية في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، عشان تكون السعودية قوة اقتصادية وتقنية بالمستقبل.
الطاقة والسياحة والاستثمار - خطة سعودية للمستقبل الكبير
أما في مجال الطاقة، السعودية وقعت اتفاقية ربط كهربائي مع مصر لتصدير الكهرباء، واللي بدورها مربوطة مع اليونان، يعني إن المملكة بتصدر الكهرباء لأوروبا عن طريق مصر. غير كذا، في ربط كهربائي مع العراق، وإنشاء مشاريع طاقة شمسية ورياح في أنحاء المملكة. وهدف السعودية إنتاج 200 جيجاوات من الطاقة الشمسية، عن طريق منشآت ضخمة شمال غرب المملكة، بحجم يقارب سور الصين العظيم.
وفي ملف السياحة، المملكة تستهدف جذب 50 مليون سائح سنوياً، لأن السياحة تمثل 10٪ من اقتصاد العالم. المشاريع السياحية الضخمة مثل القدية، جزر البحر الأحمر، آمالا، العلا، بوابة الدرعية، السودة، ونيوم كلها شغالة، وأول مشروع منها بيتم افتتاحه بنهاية 2022. هذي المشاريع راح تجيب مليارات من السياح وتخلق فرص عمل كبيرة للسعوديين.
وفي محور الاستثمار، السعودية تشتغل على جعل صندوق الاستثمارات العامة أكبر كيان استثماري في العالم بحلول 2030، بحجم أصول يتجاوز 2.5 تريليون دولار. اليوم الصندوق وصل لـ 400 مليار بعد ما كان 150 مليار فقط في 2015، ويستهدف تحقيق أرباح سنوية بين 8٪ إلى 10٪، يعني أرباح بـ 250 مليار سنوياً إذا وصل الحجم المستهدف. وإذا استثمر هذا الصندوق في أي دولة وخلق فيها فرص، بيصير عنده تأثير كبير ما تقدر أي دولة تتجاهله.
وفي مجال حساس جداً، بدأت السعودية الاستثمار في صناعة البطاريات، لأن المستقبل يعتمد عليها في السيارات والطائرات والسفن الكهربائية وحتى الروبوتات، تماماً مثل أهمية الرقائق الإلكترونية اليوم. الهدف هو نقل الخبرات وبناء مصانع محلية تدخل السوق العالمي.
أما مشروع نيوم، فهو قصة مختلفة تماماً. مشروع ضخم في شمال غرب المملكة هدفه يكون عاصمة للابتكار والتقنية، ومكان يستقطب الشركات والعقول من كل مكان. هذا المشروع راح يغير شكل المدن ويقود العالم في مجال المدن الذكية، والسعودية بتكون أول المستفيدين.
إقرأ أيضاً: رغم تنوع المطاعم - لماذا يغيب المطبخ الإيراني عن السعودية؟
اقتصاد جديد - واستراتيجية تحول شامل في السعودية
وفي موضوع النفط، ما عاد السعودية تبي تبيع برميل النفط بـ85 دولار كخام، بل بدأت أرامكو في تكريره وتحويله لمنتجات بتروكيماوية يمكن توصل قيمتها إلى 700 دولار للبرميل الواحد. علشان كذا، استحوذت أرامكو في 2019 على شركة سابك بـ 69 مليار دولار.
وفي 2021، أطلقت المملكة الاستراتيجية الوطنية للنقل، واللي تهدف لتحويل السعودية لمركز عالمي يربط الشرق بالغرب. الخطة تشمل إنشاء مطار دولي جديد في الرياض، وتوسعة الخطوط الجوية، وربط المملكة بسكك حديدية من الشرق للغرب، ومن الشمال للجنوب، ومن ثم ربطها بدول الخليج ومصر عن طريق الجسر البري. الهدف يكون نيوم مركز شحن عالمي ويوفر وقت وتكلفة الشحن بدل ما تمر البضائع من مضيق باب المندب.
وما ننسى قطاع المعادن، اللي ما تم استغلاله في السابق. وزارة الصناعة والثروة المعدنية أطلقت مشروع المسح الجيولوجي، وقدروا المعادن اللي في باطن الأرض بـ 1.3 تريليون دولار، وبعد الانتهاء من المسح راح تُعرض الفرص للمستثمرين.
كل هذي التحركات صارت بفضل رؤية السعودية 2030، اللي هدفها نقل اقتصاد المملكة لمستوى جديد ومتقدم.
وفيه بعد كثير من الفرص الاقتصادية اللي تشتغل عليها المملكة، مثل تطوير الثروة السمكية، القطاع الصحي، وجودة الحياة، وإن شاء الله نحدث القائمة لاحقاً إذا ظهرت مستجدات جديدة.
إرسال تعليق